رسم التجريدي

 مفهوم الفنّ التّجريديّ

يعتمد الفن التّجريديّ (بالإنجليزيّة: Abstract Art) على بساطة الأشكال والألوان، وأدوات الإيماء في إحداث أثره كنوع من أنواع الفنون التي تمتلك طابعاً معنويّاً، ومُنظمّاً، ونقيّاً، ويبتعد هذا النّوع من الفنون عن الوصف الدّقيق لواقعيّة الأشياء أو طبيعتها، ويشتهر بأسماء مختلفة لدى الفنانين مثل: الفنّ غير الموضوعيّ، والفنّ الملموس، حيث لا تصف اللوحة أو المنحوتة كائناً مُعيّناً أو مكاناً ما، فما يراه النّاظر ما هو إلّا لون العمل الفنيّ، وحجمه، والأشكال المُستخدمة لرسمه، وما يحويه من آثار ضربات الفُرشاة، ولكنّه في نفس الوقت لا يُعدّ فنّاً مُبالغاً فيه، أو فنّاً يُغيّر معالم الشيء كالفنّ التكعيبي. يعمد الفنّانون إلى عدم التّمثيل وعدم الموضوعيّة في هذا النوع من الفن؛ وذلك لإعطاء المُشاهد فُرصة تفسير العمل كما يراه بنظرته الخاصّة، ومن الجدير بالذِّكر أنّ الفن التجريدي أصبح حديث النقاشات الرئيسية في مجال الفن الحديث، وذلك بعد حديث الناس عن كَون الفن التجريدي لا يحتاج إلى مهارات فنيّة، وعلى إثر ذلك قال الفنّان التجريدي الروسي فاسيلي كاندينسكي: "من بين جميع الفنون، الّلوحة التّجريدية هي الأصعب، حيث إنّها تتطلّب أن تعرف كيف ترسم جيّداً، وأن تمتلك حساسيةً شديدة للتكوين والألوان، وأن تكون شاعراً حقيقياً، وهذا الأخير ضروريّ.

 مفهوم التجريد لغةً واصطلاحاً 

يُؤخذ معنى التجريد لُغةً من المادّة الّلغويّة: جرّد، يُجرِّد، تجريداً، وتجريد الشيء أيّ إزالة ما عليه وتقشيره، أمّا التجريد اصطلاحاً فله العديد من التعريفات، ومنها ما يأتي: التجريد عند فاروق علوان في كتابه "

 تخليص الشكل الطبيعي من تفاصيله الجزئيّة

 والاكتفاء بالأشكال المُعبّرة عن الفكرة الجوهريّة للشيء المُراد رسمه. التجريد عند عفيف بهنسي في كتابه "الفن في أوروبا من عصر النهضة حتّى اليوم": استخلاص الجوهر من الشكل الحقيقيّ. التجريد عند ابن سينا: انتزاع النّفس الكلّيات المُفردة عن الجزئيات على سبيل تجريد معانيها عن المادّة وعلائق المادّة ولَواحقها. التجريد في الفكر الفني المُعاصر بحسب محمود أمهز في كتابه "الفن التشكيلي المُعاصر": رفض الصورة (بالإنجليزية: Figuration)، والتّمثيلية الصّورية (بالإنجليزية: Representation Figuration)، ورفض التقيُّد بالمنظور أو الطبيعة التي بات ضروريّاً الابتعاد عنها، أو السيطرة عليها بوساطة إشارات بدلاً من الغوص فيها. التجريد في الفن المُعاصر بحسب قول سها سلوم وعبد السلام شعيرة في مجلّة جامعة دمشق: الابتعاد عن المُحاكاة السّاذجة، ومحاولة استخراج أو البحث عن حقيقة الشيء الجوهريّة المُتخفّية وراء مظاهره الحسيّة الماديّة. نشأة الفن التجريدي تعود نشأة الفن التجريدي إلى ما رُسم في العصور القديمة على الصّخور والفخار، إلّا أنّ فكرة القيام بعمل فنيّ يعتمد على البساطة في تصوير المرئيات لمعت في القرن التاسع عشر الميلادي عند الفنانين أصحاب الحركات الانطباعيّة والتعبيريّة، فظهرت الأعمال الفنيّة التي تشرح قصّةً ما، كما ظهر الفنانون الذين درسوا الإدراك البصريّ للضوء، بالإضافة إلى ظهور الأفكار التي تبتعد عن التقليد والمثالية، ولأفكار التي تدعو للخيال كأحد أهمّ عوامل الإبداع، و في عام 1890م أشار الفنّان موريس دينيس إلى أنّه من الضروري التذكّر أنّ الصورة قبل أن تكون قصّةً، أو حصاناً، أو أيّ شيء آخر، هي في الأصل عبارة عن سطح مستوٍ يحتوي على مجموعة من الألوان المُرتبّة بطريقة مُعيّنة. ظهر الفن التجريديّ كنوع من أنواع الفنون في أوائل القرن العشرين، وقام الفنانون في تلك الفترة بالعديد من الأعمال الفنيّة التي تعتمد على خيالهم، وليس على ما يرونه من المرئيّات، وقد عرّفوها بالأعمال الفنية النقيّة، وذاع صِيت هذه الأعمال في زمن كاندينسكي تحديداً عام 1911م، ومن اللوحات التي اشتُهرت في ذلك الوقت، لوحات الفنّان الفرنسيّ فرانسيس بيكابيا عام 1909م، ومنها: لوحة "




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرسم بالفرشاة

رسم بالرصاص

رسم الزخرفي